منتديات تاريخ ليبيا

مرحبا بكم في منتدي التاريخ الليبي

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات تاريخ ليبيا

مرحبا بكم في منتدي التاريخ الليبي

منتديات تاريخ ليبيا

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منوعة


    المسلسلات التركية ثقافة جديدة أم عثمانيون جدد؟

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 14
    تاريخ التسجيل : 01/06/2010

    المسلسلات التركية ثقافة جديدة أم عثمانيون جدد؟ Empty المسلسلات التركية ثقافة جديدة أم عثمانيون جدد؟

    مُساهمة  Admin الأربعاء يونيو 02, 2010 12:05 pm

    :bball:
    بقلم صلاح الدين ابوسيف الجبو



    في عالم تتأرجح فيه المحن وتزداد فيه الصراعات والفتن وتتقلب فيه الحقائق رأسا علي عقب وتزداد فيه الفوارق وتتسع فيه المسافات رغم أن وسائل الاتصال قربت المسافات وألغت الحواجز وأصبح فيه العالم قرية صغيرة ألا انه في واقع الأمر علي العكس من ذلك.ففي وسط هذه المتغيرات تبرز قضايا جديرة بالدراسة والبحت والتدقيق فالصراع العلمي علي النفوذ كان ولأزال يبحث عن وسائل جديدة للاستعمار وأن الاستعمار أذا ما توفرت له الظروف سوف يعيد الكره مرة أخري وهذا مانراه اليوم واقع في مناطق عدة من العالم ولعل منطقتا العربية خير مثال علي ذلك.ولعل الدارس في التاريخ الوطن العربي الحديث يتذكر المأساة التي خلفها الاحتلال العثماني للوطن العربي لأكثر من أربعة قرون انتشر خلالها بين الأوساط العربية الجهل والفقر والضعف نتيجة سياسية الولاة العثمانيين الذين كانوا يحكمون السيطرة علي الوطن العربي من جميع النواحي الفكرية والسياسية والاقتصادية مما سبب عقم فكري في المجتمع العربي لفترة طويلة لا زالت أثرة قائمة حتى ألان.وطوال الفترة التي وقع فيها الوطن العربي تحت الاحتلال العثماني منذ سنة الحرب العالمية الأولي، لم تشهد الساحة الفكرية العربية أي تتطور ملحوظ عدا ظهور بعض الأعمال الأدبية والفكرية لبعض الشخصيات العربية والتي كانت تتضطهد أينما وجدت والتي كانت تعاني أيضا من الويلات نتيجة ضغوط الولاة العثمانيين الذين كانوا يعارضون نمو الفكر العربي لما يشمل من خطورة كبيرة علي كيان الدولة العثمانية لذلك كان الإنتاج الفكري العربي خلال حقبة الاحتلال العثماني ضعيف وذلك لسيطرة رجال البلاط العثماني والشخصيات المقربة من الوالي العثماني علي الساحة الفكرية وعدم السماح لعامة الشعب وخاصة المجتمع العربي بحرية الفكر والاطلاع والإبداع العلمي والأدبي.وبعد حوالي تسعين سنة من تخلص الوطن العربي من الاحتلال العثماني نجده اليوم يظهر في صورة جديدة أكثر بشاعة وتسلط من الاحتلال التقليدي وهو احتلال من نوع جديد يفرض نفسه في كل بيت عربي من خلال القنوات الفضائية العربية التي تعرض المسلسلات التركية المدبلجة دون ادارك والتي تبث الفساد والجهل في كل بيت عربي حتى أنها أصبحت الهاجز الوحيد لدي الشباب.وكافة طبقات المجتمع وأصبحت كذلك حديث الساعة فنجد الحديث عنها في كل بيت ومدرسة وجامعة وكذلك الأماكن الخدمية والإنتاجية ويتردد بينهم أسماء شخصيات تلك المسلسلات وتجد ملصقاتهم في كل مكان حتى في أجهزة الهاتف المحمول وملابس النساء والأطفال ونجد العديد منهم يعرف عن شخصيات هذه المسلسلات الكثير من أمورهم الشخصية وحياتهم اليومية بل حتى ملبسهم وأكلهم بينما نجد القليل منهم من يعرف شئ عن احد الشخصيات الوطنية التي كان لها دور معهم في تاريخ بلادهم.ونجدهم أيضا يجيدون حفظ أسماء وإحداث تلك المسلسلات ظهرا عن قلب ولو تجرأت وسالت احد الأطفال الصغار في الشارع عن أسماء وأحداث تلك المسلسلات التركية فعددها لك بسرعة فائقة أكثر مما يحفظ من دروس تعلميه او آيات قرآنية.ومع ذلك لا نسمع في هذه الفترة في الشارع العربي إلا أسماء هذه المسلسلات مثلا – نور – الأجنحة المتكسرة – سنوات الضياع….الخ.وللأسف الشديد ما بعد سنوات الاحتلال العثماني الطويل سنوات ضياع وما بعد ضياع فلسطين والعراق سنوات ضياع وما بعد تفشي الظواهر الهدامة في المجتمع العربي سنوات ضياع وكل ذلك نشاهد سنوات الضياع التركية ونترك سنوات ضياع المجتمع العربي.ولعل المجتمع الليبي هو احد المجتمعات التي تعاني من تسلل هذه الثقافة التركية التي حلت بثوبها الجديد فنجد اغلب أفراد المجتمع همهم الوحيد هو مشاهدة هذه المسلسلات بانتظام ودون انقطاع حتى وأن تسبب ذلك في إهمالهم لإشغالهم وأمور حياتهم اليومية وقد تسببت هذه المسلسلات في تفشي ظواهر سلبية كان المجتمع الليبي في عن عنها فقد انتشرت المشاكل الاجتماعية وخاصة بين الأزواج وذلك نتيجة تلك نتيجة تلك المسلسلات بل تعدت ذلك بكثير حيث أصبحت أسماء شخصيات تلك المسلسلات تشكل نسبة كبيرة من أسماء الأطفال حديثي الولادة في المجتمع الليبي وكذلك المجتمع العربي.وأيضا انتشرت ثقافة تلك المسلسلات بدرجة أن أصبحت أسماء تلك الشخصيات تطلق علي الزى الوطني الموروث فمثلا أطلق اسم لميس ونور…الخ، علي احدي أنواع ملابس الزى الوطني الليبي والمعروف بالرداء النسائي والتي كانت يطلق عليها بأسماء محلية صرفية مثل بوخط – بو خمسة واثنين – الحصيري…الخ، أما اليوم فيطلق عليها أسماء شخصيات تجسد مسلسلات تركية مدبلجة لم تعرف الزى الوطني الليبي يوما ألا من خلال الصور.والسوال هنا. هل هناك إجراءات مضادة حيال سياسة الاحتلال الإعلامي الفضائي الأسهل والأسرع من الاحتلال التقليدي؟من خلال اطلاعاتي العديدة علي القنوات الفضائية والصحف والمجلات وشبكة المعلومات الدولية لم أجد ألا قليل من يطرق باب هذا التغلغل التركي من الناحية الثقافية فاغلب النقاشات تدور حول القضية من الناحية الدرامية وليس من ناحية الثقافية ومما أدهشني بشدة أن القنوات الفضائية الليبية تعرض هذه المسلسلات بانتظام وكثرة ولم اعرف سبب عرض هذه المسلسلات هل محاولة منها لمواكبة الحداثة والتطور أم إشباعا لرغبة المشاهدة الذي يبحث عن هذه المسلسلات وبدلا من عرض هذه المسلسلات التركية او غيرها من المسلسلات الأجنبية والتي تنشر الفساد الاجتماعي تحاول هذه القنوات الفضائية أنتاج وتطوير مسلسلات وبرامج محلية تخاطب وتتماشي مع المجتمع الليبي وذلك بإدخال الطرق السينمائية ألحديثه التي تتماشي مع متطلبات العصر ومحاولة أنتاج مسلسلات وأفلام تعالج القضايا الاجتماعية المحلية التي يعاني منها المجتمع مثل الطلاق والسرقة والمخدرات وغيرها من الظواهر الهدامة وكذلك أنتاج مسلسلات وطنية تجسد الشخصيات التاريخية والمحلية والشخصيات التي كان لها دور وتأثير كبير أثناء حركة الجهاد الليبي ومحاولة تمثيل الأحداث التاريخية وقائعها على ارض الوطن.ومع احترامي الشديد للقنوات الفضائية الليبية ألا أنها لازالت بحاجة إلى تطوير وتحديث أنتاجها السينمائي بطريقة تحاكي قلب المشاهد وكذلك استغلال الموارد البشرية الهائلة فلدينا العديد من الشباب الواعي والمثقف والمتعلم القادر علي تطوير الإنتاج السينمائي المحلي وذلك لشد انتباه المشاهد العربي لمعرفة الأحداث التاريخية والتعرف على ثقافة وعادات وتقاليد المجتمع الليبي.وخلاصة القول أن مواجهة التحديات الخارجية التي تستهدف كيان الأمة تبدأ من الداخل في تعزيز الهوية الثقافية من لغة وتاريخ وتراث وعادات وتقاليد وتطويرها والارتفاع بالقاعدة العلمية إلى تطبيع التكنولوجيا في ظل هذه المتغيرات الدولية والعولمة علي كافة الصعد.والعولمة لا يجب أن نبقي مكتوفي الأيدي أمام هذا السيل العارم من الثقافة فنحن اليوم أحوج السيل العارم من الثقافة فنحن اليوم أحوج ما تكون لتجديد ثقافتنا واغناء هويتنا والدفاع عن خصوصيتنا ضد تاثيراث هذا الغزو المتناهي وعلينا الاستفادة مما يطرح في العالم من حولنا ومواكبة العصر الذي تلعب فيه وسائل الأعلام والاتصال الدور الفاعل والحاكم.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 2:34 pm